حياتي مع الشلل الرعاش 2

1



صباح /مساء الخير

ما الذي يؤلم الناس أكثر من نظرة الناس، وهو الكائن الاجتماعي الذي لا ينفض عنهم ولو اراد ذلك. ما حصل لي حصل للكثيرين كما اعتقد بصور شتى، كثرت عني الأقاويل، كل يحاول تأويلها، فمنهم من قال إن بي سحراً واخرين زعموا أن نقص فيتامين دال الذي وضع يده هذه الايام هو داء علتي والبعض الاخر زعم أني مصابه بالغدة الدرقية.. أعلم أن فضول الناس لا يشفى بدون هذه التأويلات، لكنها مزعجة فعلا كل شخص يتحدث عنه لابد وأن يعتصره الألم خصوصا لمن هو مثلي، من لا خبرة له في صد كلام الاخرين وكثر التأثر بهم رغم علمه بعدم صحة حديثهم
بدأت في كتابة خربشات، كانت جمل غير متصلة ببعضها لكني لم أيأس كنت أحاول بحب. وجدت في الكتابة متنفس للهرب من المرض. كنت اكتب لنفسي ولأنقذها من الضعف ثم الانهيار.
في ابريل عام 2014 قرأت في أحد الكتب عن عملية خداع العقل الباطن بكلمات إيجابية، صممت على تجربة ذلك، كنت اكرر بشكل يومي هذه الجمل.
أنا بخير، سأقف بشكل مستقيم وسأمشي أفضل من السابق لأن الله ارحم الراحمين، سأحقق جميع أحلامي بإذن الله، لن أسقط على الأرض لو كلفني الأمر دفع حياتي ثمن لذلك.
في أوقات الألم كنت ألجأ لقراءة القرآن بكثرة والدعاء، بالرغم من عدم قدرتي على الجلوس ولا بأي طريقة كانت بسبب ألم أسفل الظهر. ألا أنى لم اتوقف عن القراءة. كنت أضع الوسائد الاسفنجية في كل جهة، واحدة للجلوس عليها وأخرى خلف الظهر والبقية تكون بمستوى أعلى قليلاً اضعهما تحت قدماي. وفي منتصف الليل أتوضأ أفترش سجادتي وأخذ القرآن من فوق الطاولة وأضعه على السجادة وأستعد لتأدية نافلة الليل، مع قدماي اللاتي تترنحان ويداي الثقيلتان كنت أحاول ان أقوم بها على اتم وجه رغبة في التقرب إلى الله بها. في أثناء الدعاء كنت ابكي بكاء الغريق الذي يرجو رحمة الله ومغفرته.
أما في القراءة كنت أقرا كتب التاريخ فقط، لكني قررت التنويع في قراءتي لأن الحياة تتطلب ذلك . 


في عام 2015 قرأت 119 كتاب وفي عام 2016 قرأت 95 كتب. تعلقت بالكتب تعلقاً شديد، أكثر من السابق أحببت التنوع، حتى مع انزعاجي من الجلوس بسبب الألم، كنت أواصل القراءة وابحث عن تفاصيل بعض الأحداث المختصرة لكي أفهمها بشكل جيد كالأحداث التاريخية في الروايات وغيرها. أصبح هدفي تطوير ذاتي ومحاولة لتحسين شخصيتي للأفضل ومحاولة للبحث عن الحياة، واكتساب ثقافة..
الشلل الرعاش أثر على حياتي داخل المنزل بشكل واضح، لم أستطع أن امارس حياتي كبقية الفتيات، أصبحت مقصيه من جميع الأعمال المنزلية، أدى ذلك إلى ان ازدادت حالتي النفسية في التراجع.



تحياتي ومحبتي للجميع
ملاحظة / للتذكير لست إلا قارئة كتاباتي جميعها لا تخلو من الأخطاء


التعليقات

  1. غير معرف1:03 م

    انت قدوة يحتزى بها لكل مرضى باركنسون

    ردحذف