صباح/ مساء الخير
في يوم من الأيام كنت استعد للخروج إلى المستشفى فارتديت العباية و وقفت . في أقل من ثانية فقدت توازني فسقطت أرضاً . حاولت الوقوف لم أقدر. الجزء الأسفل من جسمي ثقيل جدا و لا يتحرك. كنت انظر إلى ساقي و أنا في حالة ذهول. ذهبت إلى المستشفى ,وكانت آخر زيارة لي إلى مستشفى خاص، عندما رأى الطبيب أن وضعي تحول للأسوأ، تكلم بتوترشديد : أنا ليست لدي أي فكرة عن مرضها، وهذه الفتاة ستموت لن تصل للشهر القادم، يجب نقلها فوراً إلى الإسعاف بمستشفى حكومي.
خرجت من المستشفى و أنا في حال أسوء من الحالة التي دخلت بها عدت إلى المنزل ، كان عقلي مشوش .رن هاتفي المحمول فنادتني أمي : زهراء هاتفك يرن . أخذت الهاتف و بدون النظر إلى شاشة الهاتف أغلقته . و كنت بيني و بين نفسي أقول : لا تتصلن بعد الآن، لا أستطيع حمل الهاتف ، و ليست لدي القدرة للحديث. لا أريد شفقة من أحد . فقلت لأخواتي : لا أريد التحدث مع أحد ، و لا أرغب برؤية أحد..
كانت حالتي الصحية النفسية و الجسدية جداً سيئة، أفكار سلبية جداً كانت حاضرة في ذهني، ك كيف سأعيش إن استمر بي الحال هكذا ؟ مالذي فعلته حتى أصبح هكذا ؟ لماذا لم يتوفاني الله قبل هذا؟ لماذا أنا ؟وفي حال سمعت أن أحد توفى نتيجة المرض،غبطته . وتمنيت أن أكون مكانه . لا أريد أن أكون عالة على أحد..
وكانت النصوص التي أكتبها كئيبة جداً ( تخلصت من بعضها ) . و الإنعزال عن أهلي و الجلوس بمفردي دائماً ، و البكاء في الخفاء.في أحدى الأيام اتصلت أحدى القريبات ،كانت ترغب في القدوم للمنزل.ولأني أدركت سبب قدومها دخلت الغرفة و أغلقت الباب مع الانوار، و أرسلت رسالة لأخواتي ،مفاداها بأني لا أرغب برؤية أحد.
الفتيات في الكلية كن يشتكين من غموضي ، أن لم يكن الجميع فغالبيتهن،بالإضافه إلى شدة حساسيتي. اناقش بمواضيع متعددة وبالكاد أصمت ، لكن عند النقاش الخاص مستمعة في أغلب الأحيان. في أحدى المرات حدثتني زينب بهذا الشأن، قالت: تتحدثين عن كل شيء ، وعن علاقاتك خارج المنزل.لكن ولا مرة تحدثتي عن نفسك أو عن وأخواتك،حتى أني لا أعرف أسمائهن . جميع البنات يتحدثن إلا أنتِ..
بعد أسبوعان من عزلتي عن الناس ، فتحت الهاتف . أول محادثة كانت من أم محمد أحدى صديقات الجامعة، لم تسأل عن سبب اختفائي ، بسبب غموضي و تهربي الدائم من الإجابة على أسئلتهن . قالت سنجتمع في يوم ... الساعة .... و نرغب أن تكوني معنا . جميع الصديقات من مجموعتنا سيحضرن ، و يرغبن في رؤيتك ، لم نرك منذ التخرج. أنا : كيف تطلبين مني المجيء و أنا لا أستطيع المشي ؟! . سألت : ماذا؟! فحولت المحادثة إلى صوتية : فأجبت .أول سؤال كان ، هل هذا رقم زهراء ؟ ( سألت بسبب تغير نبرة صوتي) أجبت : نعم ، صمتت لثانية. ماذا قلتي قبل قليل ؟! وكيف حدث هذا ؟ و لماذا لم تخبرينا ؟! بعد ذلك طلبن إذن لزيارتي و رفضت.
أتصلت زينب أحمد أجبت ، (صوتي كان ضعيف جدا أثناء المحادثة) . شعرت بتغير نبرة صوت زينب عندما سمعتني، فعادت لطلب الإذن للزيارة . فأجبت : آسفه ، لا أرغب بأن تروني بهذا الحال . حاولت لكن دون نتيجة.
بعد عدة أيام سألتني أمي : زهراء لما لم يأتي صديقاتك لزيارتك ؟ ليس من عاداتهن الإختفاء هكذا . أجبت: قبل عدة أيام طلبن أن يكون إجتماع المجموعة لدي ، و رفضت . ردت أمي : ماذا؟ ألا تخجلين . انتظرت عودة والدي و أخبرته . تحدثا كثيرا لمحاولة تغيير رأيي: هل ترين تصرفك مع صديقاتك . صحيح؟! . هل من عاداتنا رد الضيف ؟! . هل يعجبك أن يبتعدن عنكِ . أجبت: لا أريد أن يروني بهذا الحال . قالت أمي : المرض ابتلاء من الله. بقدوم صديقاتك ، و بجلوسك معهن سيتغير حالك .أجبت: لا أريد... ( في الماضي البعيد و حاليا لا أخاطبهما بهذه الوقاحة ، لكن ... !).
في تلك الفترة كنت دائما أشعر بالوحدة و التوتر و العجز ، و الحزن الذي أصبح جزء من كياني . و انتقلت للعلاج بمستشفى حكومي ، لقائي بالطبيب الأول لم يحقق أي نتيجة ، لأن الحالة ليست من اختصاصه. فنقلني لطبيب آخر ، بسبب ارتباطات الأخير خارج العيادة ، أدى ذلك إلى تأجيل الموعد مرتين . ومرت خمسة أشهر ، ونقلت للدكتور محمد القديحي..
بعد مصارحتي لصديقاتي بعجزي ، وعدم توصل الاطباء للمرض ، حاولت التخفيف من تواصلي معهن ، وكنت اردد بيني وبين نفسي ، هذا أفضل لي و لصديقاتي . أفضل لي من ناحية قلبي الساذج ، إذا تعلق بصديقة سيكون أمر الإنسحاب صعب في المستقبل ، الوحدة أفضل لأنه الله معي . و أفضل للصديقات من حيث لو حدث لي مكروه لا قدر الله ، سيكون الرد علاقتي بها سطحية.لدي الكتب سأبقى معها...
ملاحظة
وجود الأخطاء في كتاباتي أمر وارد لأني قارئة
تحياتي للجميع
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق