صباح/ مساء الخير
كتبت في أحد الأجزاء إني تخلصت من النصوص التي كتبتها قبل إكتشاف المرض . أثناء تصفحي لملفاتي وجدت نص لم احذفه ، قرأت جزء بسيط ولم أستطع إكماله ، سبب لي غثيان... تساءلت: ما حال القراء مع منشورات المدونة؟!
قبل سنة كنا أنا و إيمان مرهون نتجاذب اطراف الحديث، بخصوص كتاباتي. كان اقتراح إيمان أن أنشر كتاباتي . أنا أجبتها لا . قالت : لماذا؟ . أجبت : أنها مؤلمة ، أخشى أن يتأذى من يقرأها. ثم أنها شخابيط، لا أعتقد أنها تصنف من الأدب . لم تقتنع الغالية إيمان .
هذه السنة عادت لنفس الإقتراح ، لكن في موقع تحت إسم مستعار .فكرت قليلا. أنا حقاً لا أفهم ما الدافع خلف هذا الإقتراح؟!. هي تعلم أن كتاباتي ليست من ضمن الأدب، وتعلم أني أكتب لنفسي . سأوافق لأعرف السبب خلف إقتراحها ، فوافقت على أن تكون كتاباتي فقط نصوص ،مع وضع عدة قيود للكتابة بيني وبين نفسي. منها محاولة التخفيف من كمية الحزن في كتاباتي. لكن لم أستطع،ربما لأني أجيد الكتابة عن نفسي ( الحزن) أكثر. حاولت العام الماضي في منتصف شهر نوفمبر ،كمحاولة للابتعاد عن الحزن، الكتابة في يوم ميلادي ، لكن لم تنجح الفكرة .
من فترة ليست ببعيدة ، اتخذت قرار الإنسحاب من عصبة القراءة بسبب (سأكتبه لاحقا) . لكن لم تكن لدي الجرأة للحديث عن هذا الموضوع أمام أحد أعضاء العصبة ولا التنفيذ ، بسبب خجلي من إيمان دعبل و بقية الأعضاء، ماذا سأجيبهن لو سئلت عن سبب الإنسحاب؟! موقفي جدا سيء ، فقررت نسيان الفكرة، والسبب كان عودة أبتهال( لإعجابي الشديد بنقاشاتها و اختيارتها للكتب). المشكلة استمرت و أنا أحاول التجاهل . لكن بين المرحلة الثالثة و الرابعة ، و عندما طالت مدة النكسة الصحية. عادت نفس الرغبة و بتصميم، بسبب استمرار المشكلة ،حتى أني حددت موعد الإنسحاب في شهر رمضان. فعادت نهى فريد فشعرت بالفرح و الحزن في آن ، لأني كنت انتظر عودتها من يوم خروجها ، فأصبح تنفيذ القرار صعب . فقررت كتابة قراري في أحد حساباتي العامة حتى ألتزم.
السبب في اصراري على الالتزام بقرار الإنسحاب .إن كانت صحتي لم تعد تهمني بسبب تلاعب هذا المرض بي ، فعائلتي مهمه بالنسبه لي. ما ذنبهم حتى أثقلهم بعلة جديدة لدي؟! ، و السبب مضايقات ترسل لي في الخاص بسبب منشورات المجموعة في الانستجرام، و أسباب أخرى..و إن سئلت عن سبب الإنسحاب ، سأجيب لأسباب خاصة.
فأخترت المدونة وكتبته بالجزء الثاني من المعاناة. و أرسلت الرابط كعادتي إلى إيمان مرهون، قرأته و جاءت تريد معرفة الأسباب . لم أخبرها السبب الحقيقي ، فكتبت لي مع السلامه. امتنعت عن التحدث معي فترة فحذفت ما كتبت ، و لأني أحسست بالضيق من سلوك ايمان، لم أتوقع أنها ستغضب. فتحدثت مع زينب مرهون . أردت من زينب تهدئة الوضع، فسألت ما سبب خلافكما ؟! فأجبتها.فلم يعجبها قراري، فقالت : لديها الحق في مقاطعتك ، لا علاقة لي بك. و بعد أيام هدأت و استقر الوضع..
في بعض الأحيان أكون في وضع سيء ، بسبب زياراتي للمستشفى، خاصة عيادة الأعصاب . لا أستطيع التحدث مع عائلتي بصدق عن وضعي الصحي ، و عن التوتر الذي أمر به من كلام الأطباء. و لاختلاف ثقافة صديقاتي و أطباعهم ، لا أستطيع التحدث إليهن بكل ما أفكر به ، خوفا من كلمات تنطق من غير قصد ربما تثير مشاعري . لكن الله لا ينسى عبده ، من بداية معرفة حورية أحمد بالمرض قبل ثلاث سنوات إلى هذه الساعة ، كانت تستمع بدون ضجر أو انزعاج . بأسلوبها الدافيء و قلبها الرقيق، استطاعت أن تجعل محادثتي معها تتجاوز الشلل الرعاش . بعد مرور مدة أدركت ذلك ، قبل فترة كنا نتحدث ، فسألت عن صحتي . أجبتها بإختصار ، فقالت : تعرفين أني أحب أن أستمع إليك . لماذا لا تريدين الإجابة؟! أجبت: أخشى أن أتسبب لك بإذى ، من دون أن أشعر . أجابت بلطفها المعتاد ، إجابة اخجلتني ...
شخصية كانت مؤثرة جدا بأسلوبها الغامض و حديثها المتقن هي إيمان مرهون ، كانت هذه الفتاة تحاول مساعدتي بشكل واقعي . لم تكن تعرف إلا عن المرض ، و كانت أغلب أحاديثنا عن الكتب . في كل مرة كانت تقترح اقتراح ، كنت أقع بالحيرة ، و اتسائل : لماذا هي تتصرف بغموض ؟ . و لماذا تغير الموضوع عندما أسألها؟ . لا أستطيع أن أعرف هدفها من كل ذلك مالم تتحدث . و أخيراً فهمت ماتريد من كل ذلك.( طلع لي من يأخذ حق صديقات الثانوية و الجامعة مني بسبب تصرفاتي هههه) .
في شهر أبريل 2018، كنت أقرأ رواية المقامر لدوستويفسكي، فعدت بذاكرتي إلى لاعب الشطرنج لستيفان زفايغ، بسبب بعض التشابه في الوصف، كاضطراب الجسم . هذين الكتابين عاد بذاكرتي إلى دراسة ليست لدي فكرة عن مدى صحتها ، مفاداها أن علاجات مرضى الشلل الرعاش تحول المرضى إلى مدمنين قمار ...
من خلال قراءتي للمقامر و لاعب الشطرنج ، بدأت بالتدقيق على اضطراب جسمي ، فلاحظت يحدث الاضطراب في حالات الإرهاق ، الإنفعال، المرض. التأخر في أخذ العلاج.
بعد معرفة أعضاء العصبة بالمرض ، في الحقيقة تفاجئت من ردود أفعالهن . لم أتوقعها ، كانت إجابتي على الجميع عدم القدرة على التعبير عن امتناني و تقديرى ، كنت أقرأ و أبكي.. .
لأجلكم سأكتب هذه الذكرى اللطيفة .. في الجامعة كنا أنا وزينب قصار القامة، وباقي الصديقات في مجموعتنا يتمتعن بطول القامة ، كان ذلك يدفعنا للسخرية من بعضنا ، في يوم كانت محاضرتنا في الطابق الثالث ، و هي المحاضرة الأخيرة. كانت صديقتي متعبة على غير عادة ، و تتذمر . فسألتها : مابكِ ؟! . فأجابت : لقد تعبت ، بسبب هذا الكعب ،لن أرتديه مجددا . فقلت : و أنا أقول ليش صايرة طويلة اليوم؟ هههه .
على الرغم من محاولاتي في السيطرة على المرض في المستقبل البعيد، و ذلك عن طريق ممارسة الرياضة اليومية ، و تنفيذ ما يقوله الأطباء، و إيماني بقدرة الله على تغيير حالي للأفضل. لكن هناك لحظات ضعف تأتي في أوقات الغفلة، من هذه الوساوس التي تزعجني لو عجز الأطباء في السيطرة على عوارض المرض لدي ، ماذا سأفعل ؟! . كل الأطباء و المواقع الطبية تؤكد أن هذا المرض يتطور للأسوء في المستقبل. لا أستطيع الرضوخ أو تقبل فكرة العودة إلى الألم النفسي والعجز الذي مررت به قبل إكتشاف المرض. و لا أحب أن أكون عالة على عائلتي . ليس من السهل الشعور بالمرض و العجز من بعد الصحة . (وما تشاءون إلا أن يشاء الله)...
أعزائي القراء
ماذا لو صادفتم في أحد الأيام شخص يسيء إلى شخص آخر بالإهانة و التجريح ، و السبب لا يستحق كل هذا الانفعال؟! ماموقفكم من المعتدي؟
ماذا لو كان المعتدى عليه مريض ، ونعته بالمعاق؟!
بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم بصحة وعافية سأتوقف عن الكتابة عن الشلل الرعاش حاليا..و ذلك للاستعداد للشهر، و لأجل تعويد جسمي على stalevo..
ملاحظة
النص لا يخلو من الأخطاء
تحياتي للجميع
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق