حياتي مع الشلل الرعاش Parkinson الجزء الحادي عشر
حياتي مع الشلل الرعاش Parkinson الجزء الحادي عشر
من منا لا يحب أسرته؟ من منا لا يخشى على أفراد أسرته؟ مهما اختلفنا في الآراء، هناك رابطة الدم. في بداية افتتاح مدونة اختلاجات الروح، أخفيت أمرها عن أفراد أسرتي، وعندما أدركت أهمية ما أدون فيها أخبرت أمي وأبي وأخواتي. لكن بدون أن أذكر عنوان المدونة! فسألني أبي عن السبب، فأجبت: لخشيتي عليكم، لا أريدكم أن تعودوا بذكرياتكم لتلك الفترة المؤلمة. فقال أبي: لكِ ما أردتِ. أما اخواتي قلت لهن: سأضع روابط المدونة في جميع حساباتي. لا تفكرن بالدخول لأني أستطيع اكتشاف ذلك.
أثناء التخطيط لعمل بحث التخرج قامت أحد الأخوات في القسم بالشكوى علي لدى الدكتورة، فأرسلت المسؤولة في طلبي وذهبت مباشرة. قالت: زهراء لماذا تشجرتي مع صديقتك وتعرضتي لها بالسب؟ ألتفت خلفي لأرى مع من تتحدث؟! ففهمت أنى المقصودة فقلت: عفواً. لا أعرف عما تتحدثين؟ فقالت: صديقتكم فلانه التي كانت مشاركة معك ومع فاطمة في بحث التخرج، ورفضتي وجودها في المجموعة لأنها كما أخبرتني كسولة، تقول إنك تشاجرتي معها. قلت: لم نلتقي منذ آخر لقاءاً لنا هنا في المكتب. متى حصل الشجار؟ فقالت: ليست لدي فكرة. زهراء يجب أن تسعي لحل الخلاف بينكما بعيداً عن مكتبي، فأنا مشغولة ليس لدي الوقت لهذه الأمور. فقلت: إن شاء الله. وبحثت عن الفتاة ورأيتها وألقيت التحية، وسألتها: متى رأيتك وتشاجرت معكِ؟ في البداية تلعثمت في الكلام وأنكرت. فقلت لها: ألا تظنين أن هذه التصرفات خاصة بالأطفال؟ فبدأت تجادل. فقلت لها: فلنتوقف عن الجدال، لأنه لا فائدة منه. أن كان لديك شكوى أو أي أمراً آخر، لا تذهبي للدكتورة تعالي إلي مباشرة، نحن في الجامعة ولسنا في مدرسة.
في يوما ما سألتني فاطمة: زهراء ماهي قصتك مع الماء؟ دائما أرى قنينة الماء معك! أجبت: إن الماء مشروبي المفضل. نظرت إلى نظرة تعجب! أكملت حتى في المنزل أتجول بقنينة ماء. قالت: ماااااذا؟
بعد مرور مدة من الزمن تحدثنا سويا، كان أول سؤال وجهته إلى بعد التحية، هل قنينة الماء معك؟ فاجأتني بسؤالها أجبت: نعم. فقالت: تعرفين بأني نسيت كل شيء يخصك عدا الماء! قلت: حتى لا يغيب الماء من ذاكرتك. أقصد أنا، أود إخبارك بأن قنينة الماء تمددت، أصبحت كقنينة الرياضيين..
تعلقي بالماء كان له فائدة مع الشلل الرعاش. كيف ذلك؟! أدوية الشلل الرعاش تسبب مضاعفات في الجهاز الهضمي. شربي الدائم للماء ساعد على سلامة الجهاز الهضمي..
تكرر موقف في أيام الدراسة مع صديقتين هما أمنه حسن ومنال، في أيام عدة ألتقي بمنال. نلقي التحية فتبقى ممسكه بيدي دائماً، أدى ذلك إلى لفت انتباه الفتيات في المجموعة. فقالت صديقة: منال لماذا كلما رايتي زهراء وأدت التحية تمسكين يدها فترة؟ تجيب: يدها باردة وترتجف. فأثارت استغراب الفتيات من السنة الرابعة لقسم التاريخ (أنا في الثالثة) فقالت صديقة: منال أنت تمزحين الجو حار جدا، والرطوبة مرتفعة؟ فقالت منال: أنا محقة، منذ مدة لاحظت أن أطرافها دائما باردة وترتجف، تعالي أمسكي يدها. فجاءت أمسكت يدي فقالت إنها محقة. زهراء هل أنتِ مريضة؟ أجبت: لا ....
سنعود إلى الماضي قبل اكتشاف المرض في فترة زواج أختي الأولى، سأكتب عن تلك الفترة لنسياني شيئاً مهماً، كانت عوارض المرض متوسطة، وبسبب ما مررت به حاولت عدم الذهاب الى حفل زفاف أختي، تحدثت إلى أمي وأبي قلت لهما: لا أريد الذهاب لحفل زفاف أختي. لقد اكتفيت بما سمعت من أقاويل الناس، وتجريح الأقارب، لكنهما رفضا بشدة، حاولت ولم أصل إلى نتيجة، فقلت لنفسي: ألا يشعرون بي؟! هل يعجبهما كلام الناس؟ ألا يرون حالتي بعد كل مناسبة اجتماعية؟
فوافقت على مضض وطلبت من والدي أن يجلب لي جبائر اليد وجبائر للرجلين وقرأت الوصفة الملحقة بالعقار، وبحثت عنه في الشبكة العنكبوتية. بحثت عن مضاعفاته ومضاعفات تجاوز الجرعة، واتخذت قراري..
فوافقت على مضض وطلبت من والدي أن يجلب لي جبائر اليد وجبائر للرجلين وقرأت الوصفة الملحقة بالعقار، وبحثت عنه في الشبكة العنكبوتية. بحثت عن مضاعفاته ومضاعفات تجاوز الجرعة، واتخذت قراري..
في يوم الزفاف قبل الولوج إلى قاعة الزفاف ارتديت جبائر القدمين، وجبيرة لليد اليمنى فقط، وذلك للسيطرة على اضطراباتهما. أما بالنسبة للعقار (اندرال يوصف لمرضى الرهاب الاجتماعي ولمرضى الضغط)، فكانت وصفة الطبيب حبه واحدة في اليوم ومفعوله ضعيف، أنا تناولت اثنتان! واكتشفت أمي ذلك ووبختني، بعد الحفل عدت إلى المنزل وتخلصت من العقار، لأني أدركت عدم فائدته ...
قبل اكتشاف المرض كنا أنا وأمي ننتظر قدوم الطبيب عند مدخل العيادة، كان المكان مزدحم جدا وحار. بعد مرور خمسة عشر دقيقة تحدثت أمي، زهراء أليس هذا الدكتور محمد؟ اجبت: ربما يكون هو. نظرت إلى أمي متعجبة! فقلت لها: لا اتذكر الوجوه.
بعد اكتشاف المرض حدثت أمور في المنزل، حاولت الكتابة عنها في الأجزاء السابقة، لكن بمجرد الانتهاء من كتابتها أحذفها مباشرة.
عندما أدرك والداي ماهية المرض، كانت كل شخصية لها ردة فعل مختلفة. فأمي كانت تجلس دائما معي لكن بالجسد فقط، كانت شاردة الذهن على الدوام. كنت اتعمد البدء في نقاشها، لكنها كانت تجيب إجابات مختصرة. أما أبي أصبح شخص مختلف. كان يجلس طوال النهار في مجلسه أو يخرج ولا نراه إلا في وقت النوم. كنت أفتقده كثيرا ً، لكن لم أبدي ردة فعل، إلى أن عادت الأمور كالسابق...
دعتني أحد الصديقات لحفل زفاف، فلبيت الدعوة وجلست أنتظر الصديقات في القاعة. جاءوا وبدأن بالبحث عني، كنت أمامهن وينظرن إلى ولم يتعرفن إلي. المحير في هذا الموقف، بأنهن كنا بجانبي، ولم يتعرفن إلي! كنت أستمع إلى الحديث الذي دار بينهن. قالت الأولى: أين زهراء؟ قالت الثانية: قالت أختي إنها في هذه الجهة. قالت الثالثة: أين هي؟! بحثنا كثيرا. ربما تكون أختك تمزح معنا، فزهراء في الآونة الأخيرة انطوائية، لا تخرج من المنزل إلا نادراً. قالت الثانية: سأعود لسؤال أختي عن زهراء. فوقفت وقلت: لا داعي للعودة.....
في أحد الزيارات طلب طبيب العيون أشعة الرنين المغناطيسي بالصبغة، فأخبرته أني أجريتها العام الماضي. بحث عنها في جهاز الكمبيوتر ووجدها، لكن لم يجد ما يريد. فقال: لم أجد ما أبحث عنه، يجب أن تجري هذه الأشعة بأسرع وقت. فقلت: الأشعة بالصبغة تسبب لي مضاعفات. قال: إنها بسيطة، لا تقلقي. فخرجت من العيادة منزعجة، وحدثت والدي بعدم رغبتي في إجراؤها، وشرحت له الأسباب، فتحدث مع الدكتور ورفض. قلت: يصير خير إن شاء الله...
في صباحات أحد الأيام ذهبت إلى قسم الرنين المغناطيسي الوظيفي وجلست أنتظر، بينما كنت اردد بعض الادعية والسور القرآنية لاستغلال الوقت دخلت الممرضة تجر كرسي متحرك لفتاة، جذبت انتباهي إليها رغما عني فقد كانت الأجهزة الطبية التي على جسدها ظاهرة للعيان، كانت تتحدث مع الممرضة. فهمت من حديثها أنها مصابة بفقر الدم الحاد، لكنها كانت ترمي النكات وتضحك رغم نظرات الناس إليها. فقلت لنفسي: ما شاء الله تبارك الرحمن، رزقك الله الصحة والعافية، وتابعت قراءة بعض السور القرآنية. فنادتني الممرضة، وطبقت ما طلبت مني. وأخبرتها عن مضاعفات الصبغة على جسمي. ذهبت إلى الطبيب وعادت تسأل وأنا أجيبها، فقالت: لا تقلقي، ستكونين بخير. ودخلت الجهاز، وخرجت مع دوار في الرأس، وأفضل من المرة الأولى.. قبل أربعة أشهر من شهر أغسطس من عام 2018 في عيادة الأنف والأذن والحنجرة، سألتني الطبيبة زهراء هل أجريتي الرنين المغناطيسي الوظيفي بالصبغة؟ أجبت: أجريتها ولم أكمل السنة. قالت: سأبحث عنها. قلت بصوت منخفض: عدنا مجددا. وجلست انتظر، فقالت: وجدت ما أريد. أجبت: الحمد لله.
في أحد الليالي كنت متعبة من العقار الذي وصفه الدكتور محمد القديحي، فدار حوار بيني وبين أحد القريبات. زهراء ما بك أشعر بأنك على غير طبيعتك؟! قلت: أنا متعبة قليلا. قالت: ألم تتناولين علاجك؟ أجبت: بلى، مضاعفات العقار هي السبب. فقالت: لا تتناوليه. ابتسمت ابتسامة شاحبة وأجبت: قرار ترك العقار صعب، لأن جسمي سيعود إلى مرحلة ما قبل اكتشاف المرض. قالت: من أين طبيبك؟ أجبت: أنه من شرقية المملكة. قالت: لماذا لم تذهبي إلى غيره؟ أجبت: لماذا أذهب إلى غيره؟ قالت: لأن هناك طبيب بمستشفى... من الجنسية... يقال انه جيد جدا. أجبت: نعم وطبيبي ليس جيد؟ وكيف وصلتِ إلى هذه النتيجة؟ قالت: لماذا وصف العقار وله مضاعفات؟! أجبت: مضاعفات العقار واردة بجميع العلاجات. وبالنسبة إلى حالتي الصحية فجميع ادويتها تسبب مضاعفات. والدكتور محمد يسعى جاهد إلى تحسين حالتي الصحية، وموضوع المضاعفات أمر خارج عن إرادته. لكن هناك أمر لفت انتباهي، لا أعرف لماذا هذا التحامل على أبناء البلد ؟! قالت: أنا لم أقصد ذلك! أجبت: لستِ الوحيدة التي اقترحت هذا الاقتراح الغير منطقي لي، فهناك الكثيرات تحدثنا معي بخصوص هذا الموضوع، أريد أن أوضح لك حقيقة، قبل زيارتي للدكتور محمد زرت جميع المستشفيات الخاصة، ولم يكتشف المرض، كان جسمي يتجه إلى الموت وبخطوات بطيئة، والجميع يعلم بذلك وذلك بسبب إحدى الشخصيات من عائلتي، نشرت الخبر في المنطقة كإذاعة أخباريه، أرى أنها تعمل أفضل من وكالات الأنباء. بعد زيارتي للدكتور محمد ووصف العقار عاد جسمي، وبفضل الله عادت لي الحياة. إلى هنا أنتهى النقاش، بعد مرور مدة من الزمن جاءت هذه الفتاة تريد اسم الدكتور وفي اي مستشفى يعمل؟! ...
في آخر موعد مع الدكتور محمد كانت نتائج الزيارة إيجابية، العقار سيفرول سيطر على الشلل الرعاش. وأيضاً أخبرت الدكتور محمد عن المدونة، وقال لي: سيقرأ ما دونت في أيام العطلة. وسيرسل رأيه فور انتهائه..
في أثناء انتظاري لوالدي في المستشفى رأيت موقف مؤلم جدا، كانت هناك امرأة تهين امرأة كبيرة في السن ساقها مكسورة. كان صوت الأولى مرتفع جداً، فهمت منها أن ساق والدتها لم تجبر، وهي غاضبة لأن الأعمال المنزلية هي من تقوم بها. كان منظر والدتها وهي تسير بمفردها مستندة على الحائط والفتاة تمشي وتهينها أمامنا مثير. فتذمرت النساء الحاضرات من تصرف الفتاة مع والدتها. أما أنا فشعرت بالاختناق، فقلت لنفسي هي تريد من والدتها مساعدتها وأنا أريد العكس. وسمعت المرأة التي بجانبي تقول للأخرى، لا تخجل هذه الفتاة (طيح الله حظها) فقلت: صدقتي طيح الله حظها فوق ما هو طايح.
قبل عدة أشهر كنت مع أحد الصديقات، نتبادل أطراف الحديث عن المستشفيات. فقالت: لا أعرف ما هو سبب اضطرابي قبل دخولي إلى العيادة؟ والجلوس مع الطبيبة يفاقم الوضع، حديثها لا يتبدل وهو نصائح وتوبيخ، أصبحت هاجس بالنسبة لي، حتى رؤيتها تثيرني، لن أذهب غدا إلى المستشفى. لا أعرف كيف تستطيعين تحمل الزيارات الكثيرة إلى المستشفى؟ أجبت: تحملت الشلل الرعاش، زيارات المستشفى لا شيء (على الرغم من تذمري في بعض الأحيان) طالما ستساهم في القضاء على الشلل الرعاش. قالت: هل طبيبك يوبخك؟ أجبت: أنا لا أتجاهل توجيهاته، ولا أجادله. فلماذا سيوبخني؟ قالت: طبيبتي لا تحتمل، أشعر بأن هناك خطأ في التشخيص! قلت: اذهبي إلى طبيب آخر. قالت: لن أذهب إلى أي مستشفى ...
بعد الكتابة عن الشلل الرعاش انقلب الحال في حياتي رأسا على عقب حتى في علاقاتي! (كتبت عن الإيجابيات في الأجزاء السابقة). أصبحت في بعض النقاشات مهمشة. في مواضيع عدة مثل تلك التي تحتاج جهدا بدني والتفكير في المستقبل، وغيرها. بشكل ما أصبحت مقصيه من الحياة في نظر بعض الصديقات، بعد اكتشافي للأمر لا أنكر فأنا إنسانة شعرت بالضيق، بعد تكرار نفس الحوارات من الصديقات تبلدت مشاعري لأن هذه أراءهن، و (إن الأمر كله لله)
هذا عدا عن توجيه الاتهامات لي، كإتهامي بأني السبب في الإصابة بمرض الباركنسون، والتشكيك في بعض ما ورد في المعاناة... الخ. سأكرر ما كتبت، هذه أراءهن الشخصية، و (إن الله بصير بالعباد).
لم أكتب عن التهميش والاتهامات لألفت انتباهكم أو لغاية أخرى، وإنما أردت إيصال معلومة، وهي أن الباركنسون لم يؤثر على أنا وعائلتي فحسب، بل شمل المحيطين بي..
في بداية شهر أغسطس من عام 2018، دخلت المطبخ للمساعدة في صنع العشاء. وضعت المقلاة على النار لتسخين الزيت، بعد مرور دقيقة رفعت الغطاء وأحسست بحرارة شديدة في يدي. فوضعت الغطاء بسرعة على المقلاة، واتجهت فوراً إلى صنبور الماء، فتحت الماء البارد ووضعت يدي تحت الماء ولم يأتي بنتيجة، فذهبت إلى المستشفى. انزعج والداي كثيرا من دخولي المطبخ ووبخاني بشدة. في الحقيقة أستحق ذلك لأني عنيدة لا أستمع إلى نصائح أحد.
في نهاية شهر يوليو من عام 2018 سمعت خبر من أحد الصديقات، أن أختها مصابة بمرض الشلل الرعاش وهي متعبة، فقررت توجيه رسالة لها..
أختي العزيزة أتمنى أن تكوني بخير
عندما أخبرتني أختك بإصابتك بالشلل الرعاش أحسست بالضيق، ودعوت الله أن تتخطي هذه العقبة بمدة زمنية قصيرة. أنا أدرك ما تشعرين به من أفكار وآلام، لكن رأيي الاستسلام لن يجدي نفعا مع الشلل الرعاش، يجب أن تكوني قوية، تخلصي من ذكريات ومحادثات الشلل الرعاش. لأجل نفسك تحرري منه، لأجل ذويك ساعدي نفسك والطبيب. وتذكري دائما أن المرض الحقيقي هو الجهل، الشلل الرعاش ليس مرض وإنما عقبة.
لا تقطعي صلتك بالناس فهذا خاطئ، لأن ذلك لن يقضي على الشلل بل على العكس، سيزيد الوضع سوء. المرض نعمة من نعم الله علينا. كيف ذلك؟!
قبل إصابتي فعلياً بالشلل الرعاش كانت حياتي: قراءة كتب، العبث ببرامج الكمبيوتر. وبقية الوقت أقضيه في أمورتافهه .
لكن قبل وبعد اكتشاف المرض لدي، تغيرت حياتي بشكل كامل (كتبت عن ذلك في الأجزاء السابقة). حتى لا أبالغ في وصف علاقاتي مع الناس، سأكتب لك الحقيقة كما هي. تبدلت علاقتي مع بعض الصديقات المقربات إلى أغراب، أعداء صديقات للأبد.
في المقابل توطدت علاقتي مع الكثير من الصديقات، في عصبة القراءة وفي مركز العلاج الطبيعي، هاتين المجموعتين اعتبرهما مساهمات في العلاج بأسلوبين مختلفين.
وصديقة من موقع تواصل للقراءة لم أكتب عنها مطلقاً، اسمها سلمى محمد. هذه الفتاة سحرتني بقلمها، عندما ترسل لي رسالة ابتسم وقلبي يطير من الفرح، أقرأها فأشعر بالخجل وأقع في الحيرة، و اتساءل ماذا أجيبها؟ ذواقة في اختيار الكلمات، ولطيفة وايجابية جداً، أشعر بأنها ليست قارئة عادية. لا أبالغ إن كتبت تتفكك كلماتي أمام لغتها الرصينة. حتى أني تساءلت عن هويّتها في رسالة وجهتها إليها، سألتها: أي سحر تملكين يا سلمى؟ هل هربتِ من ديوان شاعر؟ أو أسطورة عاشق؟ أم جئتي من حكايات ألف ليلة وليلة؟ ...
سأكرر ما كتبت في الأجزاء السابقة، يبدو بأني وقعت في عشق الشلل الرعاش، لأنه أغرقني في عالم الكتب، وبسببه تعرفت على صديقات لطيفات. هل أنا أستحق كل ذلك؟
عزيزتي الفكرة التي أريد إيصالها إليك من المكتوب أعلاه، إصابتك بالشلل الرعاش لا يعني أن تتوقفي عن مواصلة حياتك، (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم)، قد تكون إصابتك به بداية لحياة جميلة.
قد تأتي لحظات ضعف، لكن لا تسمحي لها بالسيطرة عليك فلتكن مؤقتة.
هذا المرض لن تشعري به إذا انتظمت في تناول العلاج، وأوليتي الأهمية للغذاء ومارست الرياضة، ونمتي جيدا..
ابحثي عن عالمك الخاص، مارسي هواياتك المحببة، أقرأي الكتب فالقراءة علاج، يجب أن تكوني كالطفل في تعاملك مع الأخطاء..
والأهم من كل ذلك هو أن تبقي على قراءة القرآن الكريم والدعاء..
ابحثي عن الإيجابية في حياتك، حاولي أن تتخطي جميع العقبات..
أتمنى أن تنضمي إلى قريبا في اختلاجات الروح
واسأل الله أن يمنحك القوة والصحة
تحياتي لك
أصدقائي أتمنى أن تزوروا قسم خربشاتي لقراءة نصوصي
أدام الله عليكم الصحة
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق