في نوفمبر 2014 تم قبولي كعضو في مجموعة شرفات . عند انضمامي إليهن كانت سعادتي ممزوجة بالدهشة و الأعجاب لأعضاء المجموعة...
أوحى لي نقاش الأعضاء بأنهن يمتلكن ثقافة عالية ، في بداية نقاشهن شعرت بضعف ثقافتي و احسست بالخوف قائلة لنفسي بأني أوقعت نفسي في مشكلة بالإنضمام إليهن ...
مع مرور الأيام وجدت نفسي أقع في غرام نقاش بعض الصديقات في شرفات ،و أدركت حاجتي إلى المزيد من الثقافة ، وحاجتي إلى تغيير شخصيتي، لكن لم تكن لدي رغبة برؤية أي فتاة من المجموعة ..
عندما يحددن موعد اللقاء ،كنت أردد عبارة بيني وبين نفسي يبدو أنكن لن تروني حتى في المنام ، ليست لدي رغبة بلقائكن . كيف سألتقي بكن وانا اشعر بالحرج الشديد منكن ..
لكن يبدو أن ذلك كان مجرد كابوس لأني حلمت أني قد خرجت مع مجموعة شرفات في 27 أبريل
و إن كنت أحلم فسأكمل على أية حال، لأن الأحلام السعيدة قد تتحقق في يوما ما
في صباح يوم السبت استيقظت بحرارة مرتفعة في جسمي و التهابات في اللوز و الأذن الوسطى و تنبه والداي لذلك ، فذهبت إلى المستشفى .
عند عودتي من المستشفى ، حدثت والداي عن رغبتي بالذهاب للقاء للمجموعة فعارضا بشدة ، حاولت ثنيهما عن قرارهما ، لكن دون جدوى ,
اتصلت الصديقة نهى و اقتنعا أخيراً
و تحركت بسرعة لجمع الأدوية ، وووضعت أكياس الكتب على الطاولة و ارتديت عبائتي على عجل و والدي ووالدتي يوصياني بعدة وصايا .
أخذت الحقيبة وذهبت للقاء المجموعة في مطعم التنور في القطيف، عندما وصلت هناك سألت عن مكان تواجد المجموعة ، وصلت إلى هناك للوهله الاولى لم أتعرف على أحد منهن . فرأيت نهى فقلت في نفسي الحمد لله وصلت.
و بدأنا في التعارف ، لم أستطع التعرف على وجوه الأغلبية. كما أني نسيت أسماء بعض الشخصيات التي كانت معنا في الرحلة.
بعد التعارف و الغداء رحت افتش حقيبتي لأبحث عن مسكن الألم و لم أجده ، و تنبهت إلى نسياني الكتب على الطاولة. قلت لنفسي: سيمضي اليوم بدون العقار، والكتب سأخذها بنفسي إلى زينب المعلم و إلى إيمان المرهون .
كانت محطتنا التالية مكتبة جدل (الأستاذ علي الحرز) ، فور وصولنا إلى هناك فوجئت بالآثار القديمة التي يحتفظ بها الأستاذ، كالراديو و علب لبعض المأكولات والمشروبات القديمة و الفوانيس .و نحن نتجول في تلك الغرفة ، عادت لي ذكريات الطفولة وذلك بسبب المسجل ،كان لدينا في المنزل مسجل يشبهه . تخلصت منه والدتي من مدة ليست بعيدة، عندما رأيته قلت لنفسي لتأتي أمي و ترى لماذا يجب الاحتفاظ بالأشياء القديمة ؟! شعرت بشعور جميل عند رؤيتها.
و بعد الأنتهاء من جولتنا في غرفة الآثار دعانا للدخول إلى مكتبة جدل، دخلت وأنا أقول لأبتهال ماشاء الله تبارك الرحمن ، لقد اعتدت على رؤية المكاتب في الإنترنت. و سألت نهى: هل قرأ كل هذه الكتب ؟! قالت : اسأليه .ورحت أقرأ عناوين الكتب التي تقع عليها عيني ، فاستنتجت أنه قارئ للكتب المنوعة. و سمعته يقول أن في منزله مكتبة أخرى في الطابق الثاني .قلت : ماشاء الله وتساءلت هل لديه كتب مكرره ؟
كنت أظن أن هذا النوع من المكاتب لا مثيل له هنا في الشرق ، لا أبالغ أن قلت أني شبه غائبه عن الواقع ..
وجلسنا في المكتبة نستمع إلى حديثه الذي كان خليط ثقافي من عدة علوم ، تحدث عن طفولته وعن بداياته في القراءة، وعن الأساطير في العصور القديمة ، وعن الفروقات بين الكاتب المختص بعلم ما و يكتب في علم آخر دون الرجوع إلى الكتب المختصة بذلك العلم وبين الباحث وعالم الآثار. و تحدث عن مصر الفرعونية ، الموضوع الذي شدني إلى الإستماع إليه بتركيز. لأني من محبي الحضارات القديمة و بالخصوص الفرعونية، قرأت الكثير عن مصر الفرعونية لكن معلومات الأستاذ الحرز جعلتني انبهر . أثناء جلوسي شعرت بألم مفاجئ في الساق اليسرى ،كنت بحاجة إلى تحريكها من شدة إعجابي بحديثه لم أخرج من المكتبة، على الرغم من الفوضى التي أعقبت حديثه في عقلي ،إلا أني لم أستطع سؤاله عن أي شيء على الإطلاق .
تمنيت لو بقينا أكثر أحسست أني بحاجة إلى سماع معلومات أكثر من الأستاذ الحرز ،على الرغم من فضولي الدائم و بحثي عن معلومات كل كتاب أقرأه ،لكني أحسست بأنه ينقصني الكثير من المعلومات و القراءة حتى أسمى قارئة. خرجت متمنية أن يحقق الحرز ما يحلم به. و مع طموحات تخصني لا أعرف هل ستتحقق أم لا؟! .
محطتنا التالية كانت مركز إثراء في الظهران ، اتجهنا إلى المكتبة و أخذنا جولة سريعة، لم تكن المكتبة سيئة ، لكن مكتبة جدل أجمل، لثرائها بالكتب المنوعة.
جلسنا لمناقشة كتاب شهر أبريل عبادة المشاعر ل ميشيل لكروا . على الرغم من بساطة فكرة الكتاب إلا أن مناقشة الأعضاء كانت عميقة .
الفقرة التالية كانت مسابقة الرسم ، أثناء إعلان فقرة الرسم كنت اتسائل كيف سأرسم بهذه اليد المرتجفة ؟ فجاءت نهى تسأل إن كنت أستطيع المشاركة في هذه الفقرة؟ فأجبت بالنفي . و بدأت المسابقة ...
تم تشغيل مقطع من مسلسل درب الزلق و صورة تعود للمتألقة فاطمة العمار ، و طلب من الأعضاء الانقسام إلى ثلاث مجموعات . كل عضو في المجموعة يبدأ برسمه و يكملها العضو التالي. . عندما انتهى الجميع بدأت اللجنة بالتصويت ، ففازت رسمة ياسمين .
و بدأت فقرة لم تكن من ضمن خطة البرنامج ، تكلمت نهى قائلة أنها ستكرم فتاة من المجموعة ، أنتابني إحساس غريب .كلماتها نابعه من القلب. . لما أشعر بأني المقصودة من حديثها؟!. أشعر برغبة في البكاء. اهدئي تنفسي ببطء ، الوقت غير مناسب للبكاء،لست أنا المقصودة . و نطقت اسمي ، ماذا ؟! لم أستطع نطق أي كلمة ، كنت أرغب في البكاء، و تداركت نهى الأمر و احتضنتني بقوة . أعادت لي نهى قوتي و أعقبتها الجميلة إيمان دعبل. و توالت الفتيات .. لم أستطع نطق أي كلمة عدا شكرا لكم، كنت كعادتي في المواقف المؤثرة خرساء..
إلى الصديقات في شرفات :
في حياتي قابلت الكثير من الصديقات ، و حاولت أن أتخذ من بعضهن صديقات مقربات ، حاولت كثيرا أن أكون شخصية منفتحة ، لكني أفشل دائما. و السبب في ذلك هي أنا ، لا أستطيع أن أكون كبقية الفتيات، ثم أني أجهل كيفية التعامل مع الآخرين في أكثر المواقف التي تمر في حياتي . لذلك عندما ألتقي ببعض الصديقات من الدراسة ، أشعر بأن هناك حاجز بيننا ، وبالتالي عدم الراحة . عندما أكون في زيارة لأحد منهن ،في أقل من ساعة أخرج من بيوتهن . فأدى ذلك إلى برود أغلب علاقاتي و تحولها إلى علاقة رسمية .
كنت معتادة أن أرى شخصيات حولي تهتم بنفسها فقط، لا يعنيها أمر من تجلس بجانبها . مع شرفات لامست الجانب الثقافي و الأخلاقي والإنساني لدى نهى و أبتهال و هاجر و البقية.
نهى هذه الإنسانة.. أود أن أسألك أي قلب تحملين؟! في أثناء الرحلة كنت أسير خلفك و أقول لنفسي أشعر كأن أمي معي . أنها ترفض أن أساعد في أي شيء وتنظر لأدق التفاصيل التي تخصني . هل أنا استحق كل ذلك ؟!.
شعرت بتناغم أعضاء المجموعة في لقائي الأول بهن ، على الرغم من اختلاف الشخصيات و الميول . كنا لطيفات مرحات مع الجميع . أحببت إيمان دعبل أكثر من السابق ، لا أبالغ إن كتبت أشعر بالأمان معها . على فكرة إيمان تذكرني بلوني المفضل الأبيض.
بعيدا عن الكتب أحببت شخصية ابتهال بجميع جوانبها، و فوجئت باللطيفة نعيمة ، و أعجبني هدوء عواطف المزعل ونورة النمر و ياسمين، أحببت حديث هاجر الشفاف ، و شغف مريم آل ضيف و حنان عديلة ... وتفاني زينب علي
اتمنى ان لا أكون نسيت أحد ...
تمنيت لو أني التقيت بالبقية ، إيمان المرهون فاطمة العمار و حورية أحمد و ... لأني أدركت أن لكل شخصية أريجها الخاص بها ، لدى رغبة وفضول لمعرفتكن عن قرب ..
كلمات لا بد منها ...
هل تعلمن يا فراشات شرفات كانت تلك المرة الأولى التي أخرج فيها من دون عائلتي !
هل تعلمن يا فراشات شرفات أني كنت أشعر بالسعادة في اليوم التوعوي لمرضى الشلل الرعاش في الكويت ، لكن سعادتي بينكن فاقت اليوم التوعوي.
الجميع يقلن لي في وسائل التواصل الاجتماعي. زهراء أنتي شخصية معطاءة .أنتي إنسانة مميزة . أنتي طيبه القلب.أنتي ملهمة . أنتي صبورة . أنتي رائعة. أنتي قوية. لكن مع حبي واحترامي للجميع ، عندما سمعت هذه الكلمات من الأعضاء شعرت بالسعادة!.
أظن أني في ذلك اليوم دخلت ما يسمى جنة الله على الأرض..
و أخيرا لم أشعر بالتعب أو الأرهاق في ذلك اليوم، ألم أكتب لكم أنه حلم ..
تحياتي للجميع
المنشور التالي عن مشاركتي في اليوم التوعوي لمرضى الشلل الرعاش في الكويت
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق